عدت إلى صنعاء من بيروت عبر بيشة مثلما سافرت عبر بيشة.. وليس لبيشة أية مهمة غير إذلال اليمنيين..
السعودية لا تعرف ما الذي تريده بالضبط من التفتيش، والمفتش السعودي لا يدري عن ماذا يبحث بالضبط ولماذا عليه أن يتحمل كل هذا الكم من نظرات الازدراء والاستهجان الصادرة من ركاب الطائرة..!
تبرمت امرأة عجوز، فقالت المضيفة: أيش نسوي؟ حكم القوي!
وبالفعل هذه هي كل الحكاية، لدى السعودية القوة الكافية لتذل شعباً فلم لا تذله إذاً؟!
المؤلم أن بلداناً مثل الأردن ومصر تمارس نفس الإذلال لليمنيين في مطاراتها، رغم أن اليمني عمره ما قصد هذين البلدين إلا لينفق فيها أموالاًً لا ليتبطل ولا ليعيش نازحا، بل إن غالبية التجار اليمنيين، ومعظم أثرياء اليمن نقلوا معظم أموالهم الى القاهرة وعمّان منذ بدء الأزمة متسببين بنشاط مالي مهم وحقيقي هناك. ومع ذلك لا مقابل إلا الإهانات والمزيد من الإهانات.
لو بلغ الثراء والقوة بأبو يمن مبلغ قارون وفرعون لما تعامل مع أحد من جيرانه ولا مع أحد من خلق الله بهذه العجرفة التي يتعامل بها السعوديون والمصريون والأردنيون معه. وتلك حقيقة تعكس فرادة الشخصية اليمنية وثرائها الداخلي مقابل خارطة نفسية مشوهة تمتد بامتداد ممالك النفط وتوابعها.